امرأة و ثلاث رجال .. ليس عنوان فيلم جديد يوجد في السينما هذا الصيف .. و إنما هو اسم تشكيل عصابي ظهر مؤخراً بإحدى مدن الجيزة ابتكر طريقة و لا الجن الأزرق يعرف يوصل لها للنصب على رجال الأعمال و التجار و الأثرياء أو الراغبين و الحالمين في الثراء السريع .. هذا التنظيم المبتكر جداً و المثير جداً جداً أوقع في شباكه الكثيرين و لا يزال يمارس مهام عمله بنجاح منقطع النظير .
هذا التنظيم نشير إلى أنه اتخذ من إحدى قرى محافظة الجيزة ميداناً لممارسة عمله و هم 3 رجال و امرأة صاروخية فائقة الجمال .. و بالطبع هناك مقومات قبل الإيقاع بأي زبون حيث يلعبون على وتر أن القرية كلها تحظى بتاريخ أثري كما يقال و كانت تحوي في وقت من الأوقات كنوز الذهب و الفضة و القصور و المعابد المليئة بالخيرات .
و هذا هو بيت القصيد حيث تفتق ذهن التنظيم عن استثمار قطعة الأرض الفضاء التي يمتلكها زعيمهم للإيقاع بالضحايا الواحد تلو الآخر و ذلك عن طريق الترويج بأن باطن هذه الأرض يحوي كنيسة أثرية جدرانها من الذهب الخالص و أعمدتها من الفضة و الأحجار الكريمة و بها من اللؤلؤ و الفيروز و الياقوت مثل كنوز قارون أو أكثر .. و بدأوا التخطيط بشكل عملي و قسموا الأدوار على أنفسهم فالزعيم احتفظ لنفسه بدور صاحب الأرض العالم ببواطن الأمور و الأسرار و الرجل الثاني تولى منصب مدير العلاقات العامة حيث يقوم بالترويج لهذا الكنز بين الأثرياء و التجار و رجال الأعمال مدعياً أن الكنز يقع على بعد 13 متراً و يحتاج إلى مصروفات و معدات غالية الثمن لحفر الأرض و استخراج ما في باطنها و الثالث حجز لنفسه دور مولانا الشيخ الروحاني الذي سيحضر أرواح الجن و العفاريت كي يدلوهم على مكان الكنز بالتحديد و قراءة الغيب و كشف الطالع .. أما المرأة فهي التي تجذب الزبون بالإشارات و العبارات و الهمسات و اللمسات و الذي منه حتى يفتح محفظته و يدفع ما تحتاجه العملية من تمويل .
و يقول أحد ضحايا هذا التنظيم إن الرجل الثاني في العملية أوهمه بأن هذه القرية بها قطعة أرض يملكها رجل مبروك و يرفض بيعها لأن بها كنيسة أثرية على عمق 13 متر من الفضة و الذهب و أوهموه بإمكانية استخراج هذا الكنز و لكن الأمر يتطلب أولاً تلبية رغبات "الأسياد" و عرضوه على العضو الثالث في تنظيم و طلب منه كدفعة أولى سداد 10 آلاف جنيه لشراء أعشاب نادرة جداً لتحضير العفاريت و الجان اسمها " الطأش المغربي " و بعد ذلك يدفع 10آلاف جنيه أخرى لصاحب الأرض كي يوافق على عملية التنقيب و البحث بعد إغراءات المرأة الصاروخية و لياليها الحمراء و الأنس و الفرفشة لم يستطع أن يقاوم و رضخ لمطالبهم بدفع 17 ألف جنيه لبناء شقة فوق قطعة الأرض المزعوم أن بأسفلها الكنز لتكون ساتراً لعمليات التنقيب بحيث يسكنون بها 3 أشهر و بعدها يبدأ استخراج الكنز دون أن يشعر أحد من خلال إحضار الجن المناسب استخراج الكنز من باطن الأرض و 13 ألف جنيه أخرى أجراً مؤقتاً للرجال الذين سيتولون عملية الحفر من البداية للنهاية ليصل مجموع ما دفعه إلى 40ألف جنيه بالتمام و الكمال بعدها اختفت العصابة و طارت الأموال و لم ينل سوى الحسرة و الخسارة و حلم ضائع بالطبع لم يستطع الإبلاغ عما حدث خشية الفضيحة وسط التجار خاصة و أن الضحية له سمعته في السوق .
الضحية الثاني رجل في السبعين من عمره كان يحلم بالثراء حتى يتزوج من فتاة صغيرة تعيد له شبابه و باع كل ما يملك و استجاب لجميع رغبات الزعيم و أعوانه و ذهبوا إلى قطعة الأرض 4 مرات دفع خلالها 25 ألف جنيه ضاعت بنفس السيناريو .
و هناك ضحية أخرى يرقد حالياً بين الحياة و الموت بعد أن فقد النطق و أصبح لا يجد قوت يومه .
و لا يزال تنظيم المرأة و الثلاثة رجال يمارس عمله في حرية تامة .
بقلم : طارق فتحي
نقلاًَ عن جريدة النبأ 10 /7 /2005
بالإتفاق مع جريدة