"سالم" مدينة أمريكية تعتبر قبلة السحرة و مكان تجمعهم..فيها يعيش أكثر من 20 الف ساحر..يتمتعون بحقوق لا يجدونها فى أى ولاية أمريكية أخرى..و فى هذه المدينة التى تقع بولاية "بوسطن" يقام إحتفال سنوى كبير يتصل خلاله الأهالى بالموتى من أقاربهم و أصدقائهم. حكاية هذه المدينة غريبة..و التفاصيل أشد غرابة.
فى نفس المكان الذى شاهد شنق 600 ساحرة منذ 3 قرون يتجمع آلاف السحرة مع أهالى مدينة "سالم" بولاية "بوسطن" الأمريكية فى قلب الليل فى واد كبير يقع على أطراف المدينة فى اليوم الأول من نوفمبر لحضور "عيد الإحتفال بالموتى" أو عيد "سمهان" حيث يسود الصمت.. صمت القبور ليسمح بالإتصال المباشر بين المتواجدين و أرواح الموتى الهائمة..هذه المدينة التى تتخذ السحر مهنة أساسية و شعارا لها فهى تعترف بمقولة "أنت ساحر..إذن أنت مواطن فى مدينتنا" و يتمتع السحرة فيها بالحقوق القانونية و الدستورية لممارسة حميع أنواع السحر.
و فى هذا الإحتفال تكثر الأشياء المثيرة فإذا سرت فى المدينة ترى " قرع العسل" فى كل نوافذ البيوت على شكل "جماجم الموتى".. كما ترى جثثا متحجرة لموتى و صورا لنساء شريرات مخيفات..
و السحرة فى أنحاء ولايات أمريكا تبلغ أعداهم عدة ملايين إلا أن حوالى 20 ألف ساحر يتركزون فى مدينة "سالم" وحدها و ينتمون لجمعيات أو طوائف أو أحزاب و كل هؤلاء السحرة يلتفون فى النهاية حول "كبير أو كبيرة الساحرات".
و من الصعوبة معرفة العدد الحقيقى للسحرة فى "سالم" لأن أعدادا كبيرة منهم يفضلون التجمع سرا و لا يعلنون عن أنفسهم كسحرة خارج مدينتهم خوفا من نظرة الناس السيئة لهم.
و تقول كبيرة المنجمات فى "سالم"أنها تحتفظ بسلطة تعليم أسرار السحر الأكثر فاعلية للساحرات الجدد و ليقمن بممارسته بعد ذلك تبعا لقدرة كل واحدة منهن.
و هناك شعار للسحرة يرفعونه فى "سالم" وهو "إفعل ما تشاء لكن بشرط ألا تؤذى الآخرين".
و تؤكد إحدى الساحرات أن السحرة فى "سالم" لو إستعملوا القدرات الخارقة لديهم فى إيذاء العالم فإن التوازن الطبيعى للبشرية سيختل فى كل شىء.
و تقول فتاة صغيرة: إن الأرواح أجبرتها على تغيير مهنتها العادية التى إختارتها و جعلتها ساحرة رغما عنها عن طريق المضايقات المستمرة لها فكانت تصاب من حين إلى آخر بنوبات ضيق التنفس.. و تشعر بتيار كهربائى يدخل إلى جسدها مما إضطرها إلى قبول العمل كساحرة ، و أنه بعد دخولها فى هذا المجال تحسنت حالتها و إختفت تماما كل المضايقات التى كانت تحدث لها من قبل.
و تضيف: إن أول شىء مارسته فى السحر هو تحضير "عمل" لأحد مديرى البنوك و بالفعل نجح مفعوله فحصلت على قرض كبير من البنك دون أية ضمانات..و أصبحت فيما بعد قادرة على التنبوء بالمستقبل ثم إمتلكت محلا لبيع كل لوازم السحر و التنجيم و أنها على إتصال دائم بالأرواح و تقول: الأرواح توجهنى فى حياتى و لا أخالفها لأنى أعلم جيدا أننى إذا خالفتها فسوف أدفع الثمن غاليا.
و يوم الساحرة ملىء و مشحون بالعمل فهى تقوم بمباركة الأطفال حديثى الولادة و إجراء مراسيم الزواج، و دفن الموتى..و الساحرات يمتلكن تصاريح رسمية معترف بها من قبل السلطات المدنية لممارسة كل هذه الأعمال و كثير من الساحرات لا يكتفين بهذه الأعمال مع أن ربحها المادى كبير و يقمن بتفريغ الطاقة الخفية المدمرة الكامنة فيهن فيقمن بأعمال مثل التنجيم و تحضير الأرواح و غير ذلك.
و تقول ساحرة أخرى (عمرها 34 عاما) و هى دارسة بعلم الجيولوجيا و عضو بجمعية الساحرات : منذ مولدى و أنا أعرف أنى مختلفة عن الآخرين فأنا أتميز بقدرات خارقة مثل التنبوء برنين الهاتف قبل أن يرن و كنت قادرة على شفاء المرضى و إعادة صلات الحب بين المحبين أو التفريق بينهم.
و توسع نشاط الساحرات الأمريكيات خاصة فى مدينة "سالم" فهم يساعدون الشرطة أحيانا فى الكشف عن الجرائم الغامضة المبهمة.
و هناك البعض فى مدينة "سالم" يخشون النشاط الزائد للساحرات فى المدينة و يرفضونه رفضا قاطعا و يرونه نوعا من أنواع الشعوذة بل إن البعض منهم طالب بإحراق جميع الساحرات فى المدينة و طرد أبنائهن من المدارس و الجامعات لأنهن خطرا يهدد أمريكا و سكانها.
و يرفض السحرة و الساحرات هذه المواقف و يرونها قاسية عليهن و يطلبن تركهن للعمل فى حرية فكل شخص حر فيما يفعل ما دام لا يؤذى الأخرين.
و فى محاولة من عمدة مدينة "سالم" لتهدئة حدة هذه الصراعات قام بتعيين أحد كبار المنجمين مسئولا عن الدفاع عن حقوق السحرة.
و ياتى هذا الموقف من العمدة لمساندة السحرة لأنهم يدرون دخلا ماديا رهيبا على المدينة يبلغ 5 ملايين دولار سنويا.
و قد إتجه أغلب الناس فى مدينة "سالم" إلى العمل بالسحر فمديرة أكبر متحف فى "سالم" ساحرة.. و أغلب المترددين على السحرة من النساء أو الأشخاص الذين يعانون الضياع المادى أو المهنى أو الثقافى.
و يحاول الكهنة المسيحيون إرجاع هؤلاء السحرة إلى رشدهم ليتركوا التحالف مع الشيطان الذى لا يقود إلا إلى الهاوية كى تنعم مدينة "سالم" بحياتها الطبيعية بعيدا عن السحر و شره.!
نقلاً عن جريدة التعويذة