عمال يزيلون بقايا الفندق المدمر في إسلام آباد (رويترز) |
قتلت القوات الباكستانية عشرات المسلحين في الحملة التي
تشنها في المنطقة المحاذية للحدود مع أفغانستان. يأتي ذلك بعد أيام
قليلة من التفجير الانتحاري الذي استهدف فندق الماريوت في إسلام آباد
وأسفر عن مقتل 53 شخصا وجرح نحو 270.
ونقل مراسل الجزيرة في إسلام آباد عن مصادر عسكرية
باكستانية أن ما لا يقل عن 50 مسلحا من حركة طالبان قتلوا في منطقة دره
آدم خيل قرب بيشاور في اشتباكات مع قوات الأمن الباكستانية على مدى يومين
كاملين، وقالت المصادر إن جنديا باكستانيا قتل، كما عثرت قوات الأمن على
كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر.
وقد أكد الجيش الباكستاني هذه العملية والقتلى فيها،
مشيرا إلى أنها جرت فيما كان الجنود يحاولون استعادة السيطرة على نفق
إستراتيجي في كبرى مدن الشمال الغربي.
كما قال مسؤول حكومي في مدينة باجور شمال غرب البلاد إن
القوات الحكومية قتلت أمس الاثنين عشرة مسلحين في اشتباك وقع بضواحي
المدينة، مشيرا إلى جرح عدد من الجنود دون أن يحدد عددهم.
وفي نفس المنطقة القبلية شمال غرب البلاد وتحديدا في
منطقة مدين التابعة لمقاطعة وادي سوات قتل ثلاثة جنود وأصيب ستة آخرون
عندما فجر انتحاري نفسه في نقطة تفتيش تابعة لقوى الأمن.
في سياق آخر ألغت الخطوط الجوية البريطانية اليوم رحلاتها إلى باكستان إلى أجل غير مسمى بعد الهجوم على الماريوت.
وقالت الشركة في بيان "على ضوء الوضع الأمني في باكستان
ألغينا رحلاتنا من مطار هيثرو إلى إسلام آباد إلى أجل غير مسمى، سلامة
عملائنا وأطقمنا وطائراتنا لها الأهمية القصوى
جنود باكستانيون يحملون نعش سفير التشيك الذي قتل بالتفجير (رويترز) |
من ناحية ثانية تبنى تنظيم يطلق على نفسه "فدائيان إسلام" تفجير الماريوت.
وقالت الجماعة في تسجيل صوتي إنها استهدفت الفندق لطرد
الأميركيين من باكستان ومنعهم من التدخل في الشؤون الحكومية والعسكرية
والإعلامية والأمنية والدينية وغيرها، مؤكدة أن العملية "استهدفت 250
عسكريا من المارينز إضافة إلى مسؤولين أميركيين وآخرين من حلف شمال
الأطلسي (ناتو)".
وطلبت الجماعة من المسلمين الابتعاد عن الأماكن التي
يرتادها الأميركيون والأوروبيون، كما طالبت الأميركيين بعدم التدخل في
شؤون باكستان وأفغانستان ووقف الغارات الأميركية في المناطق الحدودية بين
هذين البلدين.
وطالبت الجماعة أيضا بالإفراج عن كل من وصفتهم بالمجاهدين في السجون
الأميركية السرية في كل أنحاء العالم، وأشارت خصوصا إلى ثلاثة أشخاص بينهم
القيادي البارز في تنظيم القاعدة خالد شيخ محمد. كما طالبت المجموعة
الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها ومكاتبها الدبلوماسية في باكستان.
وفي هذه الأثناء نفت إدارة فندق الماريوت ما أوردته الحكومة من أن الرئيس الباكستاني اصف على
زرادى ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلانى وقادة عسكريين عدلوا عن حضور مأدبة في الفندق قبيل الهجوم عليه.
وقال المتحدث باسم إدارة الفندق إنه لم يكن هناك أي حجز من قبل الحكومة لعشاء رسمي في ذلك المساء.
وكان مستشار رئيس الحكومة للشؤون الداخلية رحمن ملك أعلن
في وقت سابق أن الرئيس زرداري ورئيس وزرائه وأعضاء في الحكومة وكبار قادة
الجيش كانوا ينوون تناول العشاء في فندق الماريوت مساء السبت، إلا أنه تم
نقل العشاء في آخر لحظة إلى منزل رئيس الحكومة، موضحا أن رئيس البرلمان هو الذي حجز في الماريوت لهذا العشاء.