حياة الأطفال الأكثر تأثرا بحمى الدنك (الفرنسية-أرشيف) |
حذرت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء من انتشار حمى الدنك التي قد تصيب نحو ملياري شخص يعيشون في جنوب شرق آسيا وفي الدول الواقعة جنوب المحيط الهادي.
ودعت المنظمة الدولية 37 دولة آسيوية مهددة أكثر من غيرها إلى بذل مزيد من الجهد وتنسيق المواقف الجماعية المشتركة والانخراط في إستراتيجية موحدة للقضاء على البعوض الناقل للفيروس المسبب لهذه الحمى.
وتضيف المنظمة وفقا لأوراق بحثية ناقشها العديد من الخبراء والمهتمين بهذا المرض في مؤتمر عقد مؤخرا في العاصمة الفلبينية مانيلا، أن حمى الدنك قد تضاعف انتشارها خلال العقود الثلاثة الأخيرة نتيجة عدة عوامل من أهمها التغيرات المناخية التي شهدها العالم مؤخرا والتي زادت من مساحات المناطق الجغرافية التي تعتبر بيئة حاضنة مثالية لتوالد البعوض الناقل للفيروس.
لا يوجد لقاح لحمى الدنك والحل الأمثلتجنب لدغات البعوض (الفرنسية-أرشيف) |
يذكر أن حمى الدنك هي عدوى فيروسية ينقلها بعوض يسمى الزاعجة (Aedes) وأخطره حمى الدنك النزفية، وينتشر هذا النوع من البعوض في الأماكن غير النظيفة وخاصة في البرك والمستنقعات وفوق خزانات المياه المكشوفة، ويكثر توالده بفعل الحرارة والرطوبة ومياه المطر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
وتصيب حمى الدنك الرضع والأطفال الصغار والبالغين، ولكن قلما تؤدي إلى الوفاة. أما الحمى النزفية المعروفة اختصارا باسم "دي.إتش.أف" (DHF) فهي من مضاعفات حمى الدنك التي قد تؤدي إلى الوفاة، وهي اليوم أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال في بلدان آسيوية عديدة.
ويبدأ المرض عادة بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة ويصاحبه تورد الوجه إلى جانب الأعراض العامة الأخرى لحمى الدنك.
وتستمر الحمى عادة من يومين إلى سبعة أيام، ويمكن أن ترتفع درجة الحرارة إلى 41 درجة مئوية، كما يمكن أن يصاحبها الاختلاجات الحموية.
وتتفشى حمى الدنك في العديد من دول آسيا لا سيما في فيتنام وماليزيا وكولومبيا ولاوس وسنغافورة وبولينيزيا الفرنسية وفيجي وكالدونيا الجديدة والصين، إذ تستحوذ هذه الدول وحدها -وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية- على 99% من مجمل حالات الإصابة عالميا، وأن 98% من حالات الوفاة المسجلة نتيجة هذه الحمى تركزت في تلك البلدان.
وتؤكد المنظمة أنه في العام 1998 وحده أصيب بهذه الحمى نحو 350 ألف شخص، وأن 1.8 مليار شخص في آسيا وحدها معرضون للإصابة من بين 2.5 مليار إنسان في العالم يتهددهم المرض الذي يعتبر واحدا من أخطر 40 مرضا تعرفه البشرية.