دى مفجأة حلوة للناس اللى متابعة ملف المستقبل او كتابات د\\ نبيل فاروق
سلسلة قلب الذرة
وهنزلها ان شاء الله على اجزاء ودة اول جزء
فى اول مشاركة ليا
فى احلى منتدى
وياااااااااااااااااااااااااا رب تعجبكو
فى اول مشاركة ليا
فى احلى منتدى
وياااااااااااااااااااااااااا رب تعجبكو
بقلم / د. نبيل فاروق
رسوم / فواز
1 - تجربة
ارتفعت دقات قلب "سلوى" في عنف، وهي تعدو عبر تلك المساحة الهائلة المنبسطة، في ذلك
العالم العجيب..
العالم العجيب..
لم يكن أمامها مكان واحد، يمكنها أن تحتمي به، أو فيه..
مجرد جبال هائلة، تبدو على مدى البصر، بلون أخضر فسفوري متألِّق، تحت سماء حمراء
بلون الدم..
مجرد جبال هائلة، تبدو على مدى البصر، بلون أخضر فسفوري متألِّق، تحت سماء حمراء
بلون الدم..
الأرض التي تعدو فوقها نفسها، كانت رخوة أكثر مما اعتادت في عالمها الأم..
وخلفها من بعيد، ظهر ذلك الكائن الرهيب، الذي يطاردها في إلحاح وحشي، عبر ذلك
العالم العجيب..
العالم العجيب..
كائن لا مثيل له في عالمها، أو في تاريخها كله..
ولوهلة، تمنت لو أن كل هذا مجرد حلم..
أو حتى كابوس..
ولوهلة، تمنت لو أن كل هذا مجرد حلم..
أو حتى كابوس..
المهم أنه أمر يمكن أن تستيقظ منه، لتجد نفسها في عالمها الأصلي، الذي تعرفه
وتألفه..
وتألفه..
ولكن الكارثة أن هذا، على الرغم من غرابته، واقع..
واقع رهيب، مخيف..
إلى أقصى حد..
واقع رهيب، مخيف..
إلى أقصى حد..
ومن تحتها، راحت تلك الأرض الرخوة تهتز..
وتهتز..
وتهتز..
وتهتز..
وتهتز..
مع كل متر، يقترب فيه ذلك الكائن منها، كانت قوائمه الثقيلة تهز الأرض في عنف..
وعلى الرغم من هذا، توقفت "سلوى"..
لم تكن تدري أين يمكن أن تذهب أو تختفي بالضبط
فتوقفت، وتلفتت حولها، قبل أن تصرخ:
- "نور".. أين أنت يا "نور"؟!
تردَّدت صرخاتها بصدى عجيب فيما حولها، على الرغم من الفراغ الهائل، وتساءلت في
أعماقها أين ذهب زوجها؟!..
لم تكن تدري أين يمكن أن تذهب أو تختفي بالضبط
فتوقفت، وتلفتت حولها، قبل أن تصرخ:
- "نور".. أين أنت يا "نور"؟!
تردَّدت صرخاتها بصدى عجيب فيما حولها، على الرغم من الفراغ الهائل، وتساءلت في
أعماقها أين ذهب زوجها؟!..
أين ذهب "نور"؟!..
كان يرافقها خطوة بخطوة، عندما وصلا، على الرغم منهما، إلى هذا العالم المخيف..
كانا معاً، في كل ما واجهاه، وكل ما عانياه..
كان يرافقها خطوة بخطوة، عندما وصلا، على الرغم منهما، إلى هذا العالم المخيف..
كانا معاً، في كل ما واجهاه، وكل ما عانياه..
ثم كان ذلك الصراع الأخير..
وفقدته..
لم تدر حتى أين ذهب؟!..
ولا كيف اختفى؟!..
وها هي ذي وحيدة!!..
تائهة!!..
ضائعة!!..
وفقدته..
لم تدر حتى أين ذهب؟!..
ولا كيف اختفى؟!..
وها هي ذي وحيدة!!..
تائهة!!..
ضائعة!!..
وكائن هائل رهيب يطاردها، ويتقرب منها في سرعة خرافية، بحيث يستحيل أن تسبقه، أو
حتى تفر منه، مهما فعلت..
فالجبال الفيروزية المتألقة تبدو بعيدة..
بعيدة..
بعيدة إلى أقصى حد..
والكائن يقترب..
ويقترب..
ويقترب..
حتى تفر منه، مهما فعلت..
فالجبال الفيروزية المتألقة تبدو بعيدة..
بعيدة..
بعيدة إلى أقصى حد..
والكائن يقترب..
ويقترب..
ويقترب..
وها هي ملامحه المخيفة تتضح..
إنها بالفعل لم تر مثيلاً له في عالمها قط..
ولا تتخيَّل حتى أن تراه..
كانت مجمَّدة في مكانها، وعضلاتها غير قادرة على الحركة، ولكن ما أن فتح ذلك الكائن
فكيه، وظهرت أسنانه الحادة الطويلة، المتراصة على جانبي فكيه الطويلين، حتى انتفض
جسدها..
صرخت مرة أخرى:
- "نور".. إنني أحتاج إليك.
حاولت أن تتشبث بالحياة، وأن تعدو..
وتعدو..
وتعدو..
ولكن كل خطوة من خطوات ذلك الكائن، كانت تعادل عشرين من أوسع قفزاتها..
إنها بالفعل لم تر مثيلاً له في عالمها قط..
ولا تتخيَّل حتى أن تراه..
كانت مجمَّدة في مكانها، وعضلاتها غير قادرة على الحركة، ولكن ما أن فتح ذلك الكائن
فكيه، وظهرت أسنانه الحادة الطويلة، المتراصة على جانبي فكيه الطويلين، حتى انتفض
جسدها..
صرخت مرة أخرى:
- "نور".. إنني أحتاج إليك.
حاولت أن تتشبث بالحياة، وأن تعدو..
وتعدو..
وتعدو..
ولكن كل خطوة من خطوات ذلك الكائن، كانت تعادل عشرين من أوسع قفزاتها..
لذا فقد راحت المسافة بينه وبينها تتناقص..
وتتناقص..
وتتناقص..
وتتناقص..
وتتناقص..
وفي خطوة أخيرة، تجاوز عدوها، وأصبح أمامها، يسدّ عليها الطريق، في وحشية ما بعدها
وحشية..
وحشية..
وصرخت "سلوى"..
صرخت باسم "نور"، بكل ما تملك من قوة، وكل ما يعتمل في أعمق أعماق نفسها من رعب..
صرخت باسم "نور"، بكل ما تملك من قوة، وكل ما يعتمل في أعمق أعماق نفسها من رعب..
ومع صرختها، انقضّ عليها الكائن، فاتحاً فكيه عن آخرهما..
وعندئذ لم يعد أمامها من مفر..
أي مفر..
* * *
ثلاثة أيام فحسب، قبل ذلك الموقف، كانت بداية الأحداث..
وكانت بداية عادية..
في عالمنا الأرضي..
أو فلنقل: إنها كانت بداية مرحة..
وعائلية..
ففي ذلك اليوم، الذي بدأ فيه كل شيء، كان "نور" يقود سيارته الصاروخية، عائداً إلى
منزله، وهو يقول لزميله "أكرم" في شيء من الضيق:
- منذ التقينا وأنت تدور حول أمور شتى يا "أكرم"، ولم تخبرني بعد هذا الأمر المهم،
الذي طلبت لقائي من أجله، ولماذا يتحتم معه أن أعود إلى المنزل.
هزَّ "أكرم" كتفيه، وقال مبتسماً:
- ربما أبحث عن تمهيد مناسب فحسب.
تطلّّع إليه "نور" لحظة في اهتمام، ثم عاد يولي اهتمامه للطريق، وهو يقول في حزم:
- ابتسامتك أنبأتني بأنه لا توجد مشكلة ما، ولكن تلك اللهجة الغامضة، التي تتحدَّث
بها، توحي بأنك تخفي عني أمراً مهماً.
أطلق "أكرم" ضحكة مرحة، وهو يقول:
- لا فائدة يا "نور".. عقلك لا يستطيع أن يكف عن الاستنتاج والاستنباط قط.
ابتسم "نور" في حذر، وهو ينحرف داخل حديقة منزله، مغمغماً:
- وعقلك لا يكف عن التآمر أبداً.
غمز "أكرم" بعينه، وهو يغادر السيارة، قائلاً:
- ربما هذا جزء من شخصيتي.. دعنا نسأل الدكتور "رمزي".
فتح "نور" باب منزله، وهو يقول:
- لست أدري أين هو، فلم أرَه منذ الصباح، ولم..
بتر عبارته دفعة واحدة، وانعقد حاجباه في توتر، ويده تتحرَّك في غريزية، لتمسك قبضة
مسدسه الليزري، فسأله "أكرم" في صوت خافت، وكأنما استشعر خطراً ما:
- ماذا هناك؟!
وعندئذ لم يعد أمامها من مفر..
أي مفر..
* * *
ثلاثة أيام فحسب، قبل ذلك الموقف، كانت بداية الأحداث..
وكانت بداية عادية..
في عالمنا الأرضي..
أو فلنقل: إنها كانت بداية مرحة..
وعائلية..
ففي ذلك اليوم، الذي بدأ فيه كل شيء، كان "نور" يقود سيارته الصاروخية، عائداً إلى
منزله، وهو يقول لزميله "أكرم" في شيء من الضيق:
- منذ التقينا وأنت تدور حول أمور شتى يا "أكرم"، ولم تخبرني بعد هذا الأمر المهم،
الذي طلبت لقائي من أجله، ولماذا يتحتم معه أن أعود إلى المنزل.
هزَّ "أكرم" كتفيه، وقال مبتسماً:
- ربما أبحث عن تمهيد مناسب فحسب.
تطلّّع إليه "نور" لحظة في اهتمام، ثم عاد يولي اهتمامه للطريق، وهو يقول في حزم:
- ابتسامتك أنبأتني بأنه لا توجد مشكلة ما، ولكن تلك اللهجة الغامضة، التي تتحدَّث
بها، توحي بأنك تخفي عني أمراً مهماً.
أطلق "أكرم" ضحكة مرحة، وهو يقول:
- لا فائدة يا "نور".. عقلك لا يستطيع أن يكف عن الاستنتاج والاستنباط قط.
ابتسم "نور" في حذر، وهو ينحرف داخل حديقة منزله، مغمغماً:
- وعقلك لا يكف عن التآمر أبداً.
غمز "أكرم" بعينه، وهو يغادر السيارة، قائلاً:
- ربما هذا جزء من شخصيتي.. دعنا نسأل الدكتور "رمزي".
فتح "نور" باب منزله، وهو يقول:
- لست أدري أين هو، فلم أرَه منذ الصباح، ولم..
بتر عبارته دفعة واحدة، وانعقد حاجباه في توتر، ويده تتحرَّك في غريزية، لتمسك قبضة
مسدسه الليزري، فسأله "أكرم" في صوت خافت، وكأنما استشعر خطراً ما:
- ماذا هناك؟!
أجابه "نور"، وهو يسحب مسدسه في حذر:
- المدخل مطفأ.. والمفترض أن يعمل الصمام الإليكتروني، فور فتح الباب، ليضيء
المدخل.
غمغم "أكرم":
- ربما احترق المصباح.
غمغم "نور"، وهو يتقدَّم، في حذر أكثر:
- وربما أن..
قبل أن يتم عبارته، اشتعلت الأضواء فجأة، وارتفع هتاف مرح:
- مفاجأة!
أغشت الأضواء المفاجئة بصر "نور" لحظة، شهد خلالها مسدسه في تحفز غريزي، ثم لم يلبث
أن فتح عينيه، مع هتاف يحمل صوت زوجته "سلوى"، بكل مرح الدنيا:
- عيد ميلاد سعيد يا زوجي الحبيب.
اتسعت عيناه في دهشة، تمتزج بالفرح، عندما تعلَّقت "سلوى" بعنقه، وطبعت قبلة على
خده، ثم تبعتها ابنته "نشوى"، وهي تقول في مرح:
- هذا يعني أن فارق العمر بيننا قليل للغاية.. رسميا"*".
ضحك "نور"، والتفت إلى "أكرم"، قائلاً:
- إذن فهذه هي المؤامرة؟!..
رفع "أكرم" كفيه، هاتفاً في مرح:
- اعترف بالذنب.
ثم ضم زوجته "مشيرة" إليه، مستطرداً:
- ما رأيك بمفاجأة مماثلة، في عيد زواجنا القادم؟!
تملَّصت منه، قائلة:
- وكيف تكون مفاجأة، وقد أبلغتني بها مسبقاً أيها الحاذق؟!..
عاد يضمها إليه، قائلاً:
- هل تراهنين أنه باستطاعتي مفاجأتك، على الرغم من هذا؟!
حاولت أن تتملَّص منه مرة أخرى، فضحك "نور"، قائلاً:
- أظنني سأشعر بالدهشة، لو رأيت "أكرم" و"مشيرة" يتحدثان في هدوء يوماً ما.
همَّت "سلوى" بقول شيء ما، عندما انبعث أزيز مفاجئ، من ساعة "نور"، فوجم الكل دفعة
واحدة، وغمغمت "نشوى" في ضيق:
- ها هي مناسبة أخرى، لن يمكننا الاحتفال بها.
أما "نور"، فقد اندفع، فور سماعه الأزيز، إلى حجرة مكتبه، وأغلق بابها خلفه في
إحكام، ثم ضغط زراً جانبياً في ساعته، فتوقف الأزيز على الفور، وظهرت صورة
هولوجرامية ثلاثية الأبعاد، للقائد الأعلى للمخابرات العلمية، أمام "نور" مباشرة،
والذي اعتدل في احترام، قائلاً بلهجة عسكرية:
- المقدِّم "نور"، في خدمتك يا سيِّدي.
أشار القائد الأعلى بيده، قائلاً:
- دائماً ما أثق في سرعة استجابتك للنداء يا "نور".
اعتدل "نور"، بوقفة عسكرية أكثر حزماً، وأرهف سمعه جيداً، وصوت القائد الأعلى ينبعث
من ساعته، ليتوافق مع الصورة الهولوجرامية، وهو يواصل:
- أظن الأمر لا يحتاج إلى الكثير من الذكاء؛ لتدرك أن هناك ما يستوجب تدخل فريقك يا
"نور".
تساءل "نور":
- أهو أمر عاجل؟!
أجابه القائد الأعلى:
- بل هو أمر غامض.. وربما إلى أقصى حد.
انتبه "نور" جيداً، والقائد الأعلى يتابع:
- قل لي أوَّلاً: ما معلوماتك عن الدكتور "صفوت بصَّال"؟!
تروَّى "نور" لحظة مفكراً، قبل أن يجيب:
- الدكتور "صفوت" هو واحد من أكثر علماء "مصر" شهرة، في مجال الفيزياء التجريبية،
ولقد تم ترشيحه مؤخراً لنيل جائزة "نوبل"؛ بسبب أبحاثه المتطوِّرة، في مجال ما يعرف
باسم "المونوبول"..
سأله القائد الأعلى في اهتمام:
- وهل تعرف ما "المونوبول"؟!
أجابه "نور" في سرعة:
- بالطبع يا سيِّدي، فهو تصغير الأجسام، الصلبة والحية، عبر إزالة الفراغات
الجزيئية في مادتها، أو ضغطها إلى أقصى حد، ولقد بدأت أبحاث "المونوبول"
الفيزيائية، منذ تسعينيات القرن العشرين، وتطوَّرت في الولايات المتحدة الأمريكية،
و"فرنسا"، و"مصر"، وظهرت نتائج التصغير الأولى الناجحة في أوائل القرن الحادي
والعشرين، وحتى أعلن الدكتور "صفوت بصَّال" أنه قد توصَّل إلى كشف، سيعد قنبلة
علمية، في هذا المجال.
قال القائد الأعلى مؤيداً:
- بالضبط يا "نور".. معلوماتك في هذا الصدد ممتازة، فيما عدا ما حدث أمس.
سأله "نور" في قلق:
- هل تعرَّض الدكتور "صفوت" لخطر ما؟!
لم يجب القائد الأعلى تساؤله مباشرة، وإنما تابع، وكأنه حتى لم يسمعه:
فحتى مساء أمس، كان الدكتور "صفوت" وحده، في معمله الخاص، الذي وضعنا عليه حراسة
مشدَّدة، حفاظاً على حياته، قبل إعلان كشفه العلمي، وكان يجري تجارب خاصة، لم يتم
تسجيلها في برنامج عمله، واستخدم فيها مسبار الأشعة البروتونية، عندما...
صمت بغتة، وكأنه يعجز عن المواصلة، فتضاعف انتباه واهتمام "نور"، وهو يغمغم:
- عندما ماذا؟!
صمت القائد الأعلى لحظة أخرى، ثم أجاب في حسم:
- عندما اختفى فجأة.. ودون أن يترك خلفه أدنى أثر.
وتراجع "نور" بحركة حادة..
فالخبر كان مفاجأة..
ساحقة.
- المدخل مطفأ.. والمفترض أن يعمل الصمام الإليكتروني، فور فتح الباب، ليضيء
المدخل.
غمغم "أكرم":
- ربما احترق المصباح.
غمغم "نور"، وهو يتقدَّم، في حذر أكثر:
- وربما أن..
قبل أن يتم عبارته، اشتعلت الأضواء فجأة، وارتفع هتاف مرح:
- مفاجأة!
أغشت الأضواء المفاجئة بصر "نور" لحظة، شهد خلالها مسدسه في تحفز غريزي، ثم لم يلبث
أن فتح عينيه، مع هتاف يحمل صوت زوجته "سلوى"، بكل مرح الدنيا:
- عيد ميلاد سعيد يا زوجي الحبيب.
اتسعت عيناه في دهشة، تمتزج بالفرح، عندما تعلَّقت "سلوى" بعنقه، وطبعت قبلة على
خده، ثم تبعتها ابنته "نشوى"، وهي تقول في مرح:
- هذا يعني أن فارق العمر بيننا قليل للغاية.. رسميا"*".
ضحك "نور"، والتفت إلى "أكرم"، قائلاً:
- إذن فهذه هي المؤامرة؟!..
رفع "أكرم" كفيه، هاتفاً في مرح:
- اعترف بالذنب.
ثم ضم زوجته "مشيرة" إليه، مستطرداً:
- ما رأيك بمفاجأة مماثلة، في عيد زواجنا القادم؟!
تملَّصت منه، قائلة:
- وكيف تكون مفاجأة، وقد أبلغتني بها مسبقاً أيها الحاذق؟!..
عاد يضمها إليه، قائلاً:
- هل تراهنين أنه باستطاعتي مفاجأتك، على الرغم من هذا؟!
حاولت أن تتملَّص منه مرة أخرى، فضحك "نور"، قائلاً:
- أظنني سأشعر بالدهشة، لو رأيت "أكرم" و"مشيرة" يتحدثان في هدوء يوماً ما.
همَّت "سلوى" بقول شيء ما، عندما انبعث أزيز مفاجئ، من ساعة "نور"، فوجم الكل دفعة
واحدة، وغمغمت "نشوى" في ضيق:
- ها هي مناسبة أخرى، لن يمكننا الاحتفال بها.
أما "نور"، فقد اندفع، فور سماعه الأزيز، إلى حجرة مكتبه، وأغلق بابها خلفه في
إحكام، ثم ضغط زراً جانبياً في ساعته، فتوقف الأزيز على الفور، وظهرت صورة
هولوجرامية ثلاثية الأبعاد، للقائد الأعلى للمخابرات العلمية، أمام "نور" مباشرة،
والذي اعتدل في احترام، قائلاً بلهجة عسكرية:
- المقدِّم "نور"، في خدمتك يا سيِّدي.
أشار القائد الأعلى بيده، قائلاً:
- دائماً ما أثق في سرعة استجابتك للنداء يا "نور".
اعتدل "نور"، بوقفة عسكرية أكثر حزماً، وأرهف سمعه جيداً، وصوت القائد الأعلى ينبعث
من ساعته، ليتوافق مع الصورة الهولوجرامية، وهو يواصل:
- أظن الأمر لا يحتاج إلى الكثير من الذكاء؛ لتدرك أن هناك ما يستوجب تدخل فريقك يا
"نور".
تساءل "نور":
- أهو أمر عاجل؟!
أجابه القائد الأعلى:
- بل هو أمر غامض.. وربما إلى أقصى حد.
انتبه "نور" جيداً، والقائد الأعلى يتابع:
- قل لي أوَّلاً: ما معلوماتك عن الدكتور "صفوت بصَّال"؟!
تروَّى "نور" لحظة مفكراً، قبل أن يجيب:
- الدكتور "صفوت" هو واحد من أكثر علماء "مصر" شهرة، في مجال الفيزياء التجريبية،
ولقد تم ترشيحه مؤخراً لنيل جائزة "نوبل"؛ بسبب أبحاثه المتطوِّرة، في مجال ما يعرف
باسم "المونوبول"..
سأله القائد الأعلى في اهتمام:
- وهل تعرف ما "المونوبول"؟!
أجابه "نور" في سرعة:
- بالطبع يا سيِّدي، فهو تصغير الأجسام، الصلبة والحية، عبر إزالة الفراغات
الجزيئية في مادتها، أو ضغطها إلى أقصى حد، ولقد بدأت أبحاث "المونوبول"
الفيزيائية، منذ تسعينيات القرن العشرين، وتطوَّرت في الولايات المتحدة الأمريكية،
و"فرنسا"، و"مصر"، وظهرت نتائج التصغير الأولى الناجحة في أوائل القرن الحادي
والعشرين، وحتى أعلن الدكتور "صفوت بصَّال" أنه قد توصَّل إلى كشف، سيعد قنبلة
علمية، في هذا المجال.
قال القائد الأعلى مؤيداً:
- بالضبط يا "نور".. معلوماتك في هذا الصدد ممتازة، فيما عدا ما حدث أمس.
سأله "نور" في قلق:
- هل تعرَّض الدكتور "صفوت" لخطر ما؟!
لم يجب القائد الأعلى تساؤله مباشرة، وإنما تابع، وكأنه حتى لم يسمعه:
فحتى مساء أمس، كان الدكتور "صفوت" وحده، في معمله الخاص، الذي وضعنا عليه حراسة
مشدَّدة، حفاظاً على حياته، قبل إعلان كشفه العلمي، وكان يجري تجارب خاصة، لم يتم
تسجيلها في برنامج عمله، واستخدم فيها مسبار الأشعة البروتونية، عندما...
صمت بغتة، وكأنه يعجز عن المواصلة، فتضاعف انتباه واهتمام "نور"، وهو يغمغم:
- عندما ماذا؟!
صمت القائد الأعلى لحظة أخرى، ثم أجاب في حسم:
- عندما اختفى فجأة.. ودون أن يترك خلفه أدنى أثر.
وتراجع "نور" بحركة حادة..
فالخبر كان مفاجأة..
ساحقة.