عود الثقاب الأخير د.احمد خالد توفيق
هذا آخر عود ثقاب في حافظتي ..
لا تتعجل...!
يعني آخر عود ثقاب ..
آخر دفء ..
آخر دخان في صدري ...
يعني آخر عود ثقاب
أن اتمهــل ْ..
هذا آخر عود ثقاب في حافظتي ..
لم يتفحــم.. !
إن أحرق آخر أعوادي ..
يفنيني برد لا يرحم ..
يعني آخر عود ثقاب
أن رياح الليل الجوعى ..
قد صارت تملك ناصيتي ..
يعني ..
بل كلا .. لا أدري ..
ما جدوى حتى أن أعلم ؟
أحرقت الأعواد الأخرى ..
بالأول أشعلت شموعاً في قصة حب لا تحكى ..
والعود الثاني .. لا أذكر ..
لكني أحرقت الثالث ..
أبحث في الظلمة عن ثغرك ..
لكني لم أبصر شيّا...
العود الرابع إذ قالوا أن العسكر جاءوا خلفي ..
أحرقت بقايا أشعار تتغنى بوجود أحلى ..
جاءوا والأشعار رماد ..
سحقوا صلفي ..
عرفوا أني أملك أنفاً..
جدعوا أنفي ..
ولأني أمسك قيثاراً كي يعزف ألحاناً سكرى ..
كسروا كفي ...
ولهذا ..
في السجن المظلم ..
أشعلت ثلاثة أعواد كي أعرف ما حل بذاتي ..
والعود الثامن كي اشعل سيجارة تبغ ملغومة ..
أقنعني مسجون آخر أن أنشقها حتى أنسى ..
حتى أنسى ......
العود والتاسع والعاشر .
كي أحرق صورتها عندي ..
بعض البنزين على العينين سيعطي نيراناً أفضل ..
تفنى روحي ..
يصحو جسدي ..
لم يشتعل العود التالي ..
خمسة اعواد قد ضاعت كي أرسم لصديق أحمق ..
لغزاً من الغاز مجلة ..
قد كان بسيطاً في رأيي ..
لكني لم أعرف حلا...
نظفت بعود أسناني ..
ودسست بعود في اذني ..
أسقطت ثلاثة أعواد في كف عجوز يتسول ..
بضعة اعواد مبتلة ..
فلأتمهل ..
يعني آخر عود ثقاب أن قراري لن يتبدل ..
قد أحظى بلفافة تبغ ..
قد أحرق آخر أوراقي ..
قد أشعل ناراً في نفسي ..
قد أطهو شيئاً لرفاقي ..
تتساوى أفعال الدنيا في رأسي المحموم المنهك ..
أحيا ..
أو أفنى ..
أو أعشق ..
لا أعرف شيئاً في العالم يستأهل أن تقدح ذهنك ..
لم أتردد ..
لامست الصندوق الأغبر
بالرأس الأحمر في حزم ...
هذا آخر عود ثقاب في حافظتي ...
لم يتوهـــج !
يونيو 1988
هذا آخر عود ثقاب في حافظتي ..
لا تتعجل...!
يعني آخر عود ثقاب ..
آخر دفء ..
آخر دخان في صدري ...
يعني آخر عود ثقاب
أن اتمهــل ْ..
هذا آخر عود ثقاب في حافظتي ..
لم يتفحــم.. !
إن أحرق آخر أعوادي ..
يفنيني برد لا يرحم ..
يعني آخر عود ثقاب
أن رياح الليل الجوعى ..
قد صارت تملك ناصيتي ..
يعني ..
بل كلا .. لا أدري ..
ما جدوى حتى أن أعلم ؟
أحرقت الأعواد الأخرى ..
بالأول أشعلت شموعاً في قصة حب لا تحكى ..
والعود الثاني .. لا أذكر ..
لكني أحرقت الثالث ..
أبحث في الظلمة عن ثغرك ..
لكني لم أبصر شيّا...
العود الرابع إذ قالوا أن العسكر جاءوا خلفي ..
أحرقت بقايا أشعار تتغنى بوجود أحلى ..
جاءوا والأشعار رماد ..
سحقوا صلفي ..
عرفوا أني أملك أنفاً..
جدعوا أنفي ..
ولأني أمسك قيثاراً كي يعزف ألحاناً سكرى ..
كسروا كفي ...
ولهذا ..
في السجن المظلم ..
أشعلت ثلاثة أعواد كي أعرف ما حل بذاتي ..
والعود الثامن كي اشعل سيجارة تبغ ملغومة ..
أقنعني مسجون آخر أن أنشقها حتى أنسى ..
حتى أنسى ......
العود والتاسع والعاشر .
كي أحرق صورتها عندي ..
بعض البنزين على العينين سيعطي نيراناً أفضل ..
تفنى روحي ..
يصحو جسدي ..
لم يشتعل العود التالي ..
خمسة اعواد قد ضاعت كي أرسم لصديق أحمق ..
لغزاً من الغاز مجلة ..
قد كان بسيطاً في رأيي ..
لكني لم أعرف حلا...
نظفت بعود أسناني ..
ودسست بعود في اذني ..
أسقطت ثلاثة أعواد في كف عجوز يتسول ..
بضعة اعواد مبتلة ..
فلأتمهل ..
يعني آخر عود ثقاب أن قراري لن يتبدل ..
قد أحظى بلفافة تبغ ..
قد أحرق آخر أوراقي ..
قد أشعل ناراً في نفسي ..
قد أطهو شيئاً لرفاقي ..
تتساوى أفعال الدنيا في رأسي المحموم المنهك ..
أحيا ..
أو أفنى ..
أو أعشق ..
لا أعرف شيئاً في العالم يستأهل أن تقدح ذهنك ..
لم أتردد ..
لامست الصندوق الأغبر
بالرأس الأحمر في حزم ...
هذا آخر عود ثقاب في حافظتي ...
لم يتوهـــج !
يونيو 1988