كتب الأمريكيون فصلا جديدا ومشرقا في تاريخ بلادهم, وبرهنوا علي تجاوزهم الماضي العنصري البغيض باختيارهم أمس
السيناتور الديمقراطي باراك حسين أوباما ليكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة في تاريخها, ومنح الناخب الأمريكي أوباما فوزا ساحقا علي منافسه الجمهوري السيناتور جون ماكين, وللديمقراطيين الأغلبية في الكونجرس للمرة الأولي منذ عام1994, في واحدة من أكبر وأعنف اللطمات والهزائم التي يمني بها الجمهوريون.
حصل أوباما(47 عاما) ابن المواطن الكيني المسلم حسين أوباما علي349 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي البالغة538 صوتا مقابل162 صوتا لماكين وفيما يتعلق بالتصويت الشعبي حصل أوباما علي نحو52% من الأصوات, وفاز في28 ولاية مقابل47% لماكين, الذي فاز في20 ولاية, وبلغت نسبة المشاركة94% من مجموع الناخبين, وهي أعلي نسبة تصويت في التاريخ الأمريكي.
وفور إعلان فوزه ليكون الرئيس الـ44 للولايات المتحدة, ألقي أوباما خطابا حماسيا أمام أكثر من200 ألف من أنصاره الذين احتشدوا في حديقة جرانت في شيكاجو بولايته إلينوي, ولم يتمالك المئات منهم أنفسهم وانخرطوا في موجات رقص وبكاء هستيري, بينما تعالت صرخات وغناء الآخرين وتبادلوا العناق والتهاني, وحافظ أوباما علي اتزانه خلال إلقاء خطاب النصر, ولم تبد عليه مظاهر انفعال مبالغ فيها, وقال: إن التغيير تحقق وبدأ في أمريكا
وأكد أوباما أن الطريق سيكون طويلا وصعوده شاقا, ولن نصل في سنة أو حتي في فترة رئاسية واحدة, ووصف الأزمة المالية العالمية الراهنة بأنها الأسوأ في التاريخ وقد اعترف ماكين بهزيمته, واتصل بالرئيس المنتخب لتهنئته, وصرح بأنه ارتكب أخطاء كثيرة, وطالب كل الأمريكيين بمساندة ودعم الرئيس الجديد للبلاد. كما اتصل به الرئيس جورج بوش لتهنئته بالفوز.
وبالنسبة لانتخابات الكونجرس, فقد حقق الحزب الديمقراطي فوزا كبيرا, ففي مجلس الشيوخ, المكون من مائة مقعد, الذي جرت انتخابات التجديد النصفي له, رفع الديمقراطيون رصيدهم إلي56 مقعدا بعد فوزهم بــ17 مقعدا جديدا. بينما بلغ رصيد الجمهوريين40 مقعدا بحصولهم علي14 مقعدا أمس, وتبقي أربعة مقاعد لم تعلن نتائجها بعد.
وفي مجلس النواب تجاوز الديمقراطيون بسهولة نسبة الأغلبية بحصولهم علي251 مقعدا من إجمالي435 مقعدا, بينما حصل الجمهوريون علي156 مقعدا, وهناك24 مقعدا لم تعلن نتائجها بعد وقد فاز الديمقراطيون بمناصب حكام ولايات واشنطن, ونورث كارولينا, ومونتانا في الانتخابات التي جرت أمس, بينما فاز الجمهوريون بمنصبي الحاكم في ولايتي أوتا وفيرمونت وقد فجر انتصار أوباما ردود فعل عالمية, وانهالت التهنئة عليه من جميع قادة العالم.
وقد بعث الرئيس حسني مبارك برقية تهنئة أمس إلي الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما أعرب فيها عن التطلع لإسهامه البناء في حل القضية الفلسطينية, وتحقيق السلام العادل والشامل باعتباره المطلب الرئيسي لأمن واستقرار الشرق الأوسط من جانبه, أكد رئيس وزراء بريطانيا جوردون براون أن أوباما خاض حملة مهمة أعطت مزيدا من الطاقة للسياسة بقيمه التقدمية, وبرؤيته المستقبلية.