بدأ الزوج يحكى بعدما ظن ظابط الشرطه أن الرجل الذى يقف أمامه مسه نوع من الجنون .. لكن ماهى إلا لحظات حتى وجد مأمور المركز نفسه منصتا باهتمام لكل كلمة يقولها الزوج و فى النهاية هب ضابط الشرطه من مكانه و ربت على كتف الزوج و هو يقول له : "مش هاقدر أكتب غير ان مراتك "منى" اتخطفت"! و انصرف الزوج و ظل ضابط الشرطه فى مكانه حائرا .. و إليكم الحكاية بالكامل كما حدثت فى أحد مراكز محافظة الغربية!
بلاغ مثير تلقاه مأمور مركز زفتى - مدير أمن الغربية - من زوج .. كان منهارا عندما دلف مذعورا إلى مكتب المأمور طالبا نجدته بالعثور على زوجته .. و دار بين الإثنين هذا الحوار المثير جدا:
حكاية غريبة بعيدة عن العقل و المنطق - ربما لغرابتها - تتناقلها الألسنة بمركز زفتى بالغربية أشياء غريبة بدت على تصرفات منى حين تقدم زوجها لخطبتها كان يراها زهرة يانعة تارة و أخرى كوجه حيوان عابس و حين تزوجها لم يكن يعاشرها إلا بصعوبة كان يشعر بمن يعاشرها و هو بجواره .. اعتادت الجلوس فى الحمام بينما هو بالخارج يسمع أصواتا كأنها تجالس رجل آخر.
ذات يوم اختفت من أمام عينية و كأن الأرض انشقت و ابتلعتها .. داخ السبع دوخات و ربما عشرة فى البحث عنها .. لجأ لهؤلاء الذين يدعوا علمهم بتلك الأشياء الغامصة .. و كانت رحلة البحث عنها أكثر غموضا حين يؤكد الجميع رؤيتهم للزوجة فى بيت ما و حين يبحث بداخله يكتشف أنه منزل مهجور ولا يقيم به أحد.
ضاق محمد بتصرفات خطيبته منى بفتور شديد تستقبله و كأنها لا تعرفه و أحيانا تبدو سعيدة لكن ماكان يقلقه تلك الصورة التى كان يرى فيها وجهها استعاذ بالله حين نظر لعينيها ذات يوم و خيل إليه أنه يرى حيوانا مخيفا ينظر له فى تحد أغمض عينيه و توهم أنه يحلم .. تذكر عندما رآها أول مرة .. كان عاملا بالأجرة لدى عمها المقاول الكبير بمدينة كفر الشيخ حين ترك أهله لإحدى قرى مركز زفتى بالغربية غاضبا من والده .. حينما كانت تأتى لعمها حاملة بين يديها صينية الطعام .. جسدها الممشوق و أنوثتها التى برزت فى صدرها جعلها مطمعا لكثير من العمال شعر بالغيرة عليها من نظرات عيونهم همس للمعلم الكبير بأن يمنع ابنة شقيقه من الحضور خوفا من نظرات الجائعين .. بات محمد سعيدا حين طلب منه أن ياتى له بالطعام من المنزل .. ولاحت له الفرصة أن يراها كل يوم .. كانت نظراتها إليه كل يوم تحرك فى قلبه أوتار الحب الذى بدأ ينمو فى داخله و عزم أن يصارحها بأن تكون لحنا جميلا لحياته!
ذات يوم دعته للدخول لحين اعداد الطعام و رفضت رغبته فى ان ينصرف على أن يعود بعد قليل جذبت يده و فتحت باب حجرة الضيافة داخلها قليلا .. كوب من عصير الليمون أثار مشاعره و غرائزه حين قدمته له مالت للأمام قليلا فبرز صدرها الناهد يبحث عمن يبدى إعجابه بها , حين جلست أمامه و سألته عن حاله .. فأجابها بطلبه : "تتجوزينى" .. صرخت لا .. اندهش كثيرا حين سمع صوتها .. كان يعرفه جيدا .. يرن فى اذنيه كنغمات حالمة. يأتيه الآن بالرفض كان أجش كأنها رجل غليظ القلب .. هب من مقعده و اراد الخروج .. استعطفته ألا يفعل فهى لا تطيق البعد عنه .. رقص قلبه فرحا و حمل الطعام الذى اعدته أمها لعمها طار به لمكان العمل القريب من المنزل .. قبل أن يتناول العم طعامه .. صارحه برغبته فى الزواج من ابنة شقيقه التى يتولى رعايتها و زوجته بعد وفاة الأب .. لم يمانع العم المقاول فى طلب محمد و تحدد موعد الخطوبة .. و الزفاف , تمتع الجميع بوجهها وجمالها حين خرجت من الكوافير كعروس اجمل ما تكون إلا هو رآها كابوسا ثقيلا على قلبه يتمثل له وجهها كوجه حيوان شديد القباحة .. فرك عينيه و اقترب منها شعر بمن يدفعه عنها .. لم يشأ أن يصرخ . بصعوبة اقترب منها وسط دفعات الأصدقاء و المعازيم ليتأبط ذراعيها .. حينها شعر بلدغات قارصة تلهب يده اليمنى لكن سرعان ما تناسى وسط بهجة و زغاريد الحاضرين.
دلف العروسان إلى شقة الزوجية التى أعدها هو .. الرهبة كانت تكسو قلبه حين ينظر لها .. مخيف وجهها كثيرا حين يقترب منها .. حين يبتعد عنها تبدو له كزهرة جميلة تبحث عمن يقطفها و يستمتع بها .. ألهبت مشاعره .. وضج بالبكاء حين فقد أعصابه و لم يشعر برجولته و هو نائم بجوارها .. كانت تبكى دون أنين و تتقلب فى فراشها و تبرز مفاتنها من قميص النوم الشفاف الذى ترتديه بينما هو بلا حراك .. ليال كثيرة مرت و هو على حاله حتى نصحه أحد الأصدقاء باللجوء لأحد العارفين بتلك الأمور.. سبعة و عشرون يوما مرت دون أن يقترب منها .. ولم يكن يزعجه إلا تلك الوساوس التى كان يشعر بأن غيره يقوم بدوره .. تحسس الفراش أكثر من مرة .. شك فى نفسه و كان كلام الرجل الذى لجأ اليه كفيلا بأن يفسر له ما يحدث أن زوجتك لها عشيق من العالم الآخر.. يقوم بدورك .. لم يستطع البكاء و الصراخ من هول الصدمة أصر على أن يطلقها لكنه حين عزم على اصدار القرار لم يستطع .. شيئا ما كان يمنعه .. طمانه الرجل بأنه بعد جلسات العلاج سيعود طبيعيا.
كانت ليلة جميلة تلك التى قضاها معها عقب عودته من جلسة العلاج .. اصبحت هى الاخرى أكثر طاعة له بعد أن رش على الفراش شيئا ما أعطاه له الشيخ .. عشرة أيام قضاها فى حضنها عوضت لديه تلك الليالى البائسة من حرمانه منها.
عاش حياته معها كل يوم بحال .. يوما يشعر انها رجل و مرة أخرى يشعر بمن يبعده عنها دون أن يدرى لذلك سببا .
حين أنجبت له زوجته ولدين و طفله كان يساوره الشك أنهما ليسا أولاده مرات قليلة تلك التى عاشرها فيها لكنه كان يطرد ذلك الخاطر من راسه كى لا يدمر عقله .. لجأ لمعالجين كثيرين طمأنوه أن الجنى لا ينجب بشرا ارتاح باله و تحمل تصرفات زوجته الغريبه و هى فى فراشها .. آهات و تنهدات كان يستيقظ من نومه و هى تطلقها كأنها تعاشر المجهول. و حين يقترب منها لا يستطيع .. جسده أثقل من أن يقوى على حمله.
ذات يوم استيقظ من نومه فلم يجدها - الساعة تجاوزت الثانية صباحا - حين هب من فراشه يبحث عنها وجدها تبكى فى الحمام و كأنها تحدث أحدا معها .. دفع الباب بقوة .. فوجدها عارية مثلما أنجبتها أمها , جذبها للخارج تحجرت. قرأ بعض آيات قصار فأخذت تهدأ شيئا فشيئا. اعتاد كثيرا ان يستيقظ من نومه فلا يجدها عرف طريقها و عرف فمه تلك الآيات التى نصحه بها من لجأ اليهم .. و خلت حافظة نقوده من الجنيهات الكثيرة التى يتقاضاها من عمله .. التردد على هؤلاء أفقده الكثير منها حتى أخرج ولديه من المدرسة وأودعهما فى ورشة ميكانيكى.
ذات يوم لم يغمض له جفن .. حين رقد بجسده النحيل جوار زوجته شعر بيد تدفعه على الأرض صرخ و ذهب يلعنها و يحاول أن يصفعها ظن أنها دفعته من جوارها .. بكت و صرخت فى وجهه .. و كشرت عن أنيابها و أطلق صرخة حين رأى وجهها مثل وجه الكبش الضخم .. لم ينم ليلتها و ظل جالسا على الكرسى بالصالة تتنامى إلى مسامعه تلك الآهات التى تطلقها ز كان البكاء هو سلوته الوحيد .. حاول .. و فشل .. يقترب منها و يسرع بالقفز جوارها و كأنه يقفز فى الخيال ....
بدأت أشعة الشمس تعلن بدء يوم جديد .. امتلات الطفاية ببقايا السجائر توضأ و صلى و أغمض عينيه ليفيق على صوت زوجته و يديها تحيطانه برفق و تطبع قبله على وجنتيه و تنصرف .. هبطت السلم .. أخبرته بذهابها لإحضار الفطور للأولاد .. شئ ما جعله يتعقبها بنظراته من بلكونة الشقة بالدور الثانى أما الباب الخارجى تلفتت يمينا و يسارا .. و ذابت فجأة فرك عينيه .. ظل يبحث عنها بعينيه فلم يجدها .. أسرع يعدو يسأل كل من يقابله زوجتى ألم تراها ؟؟!! الإجابة كانت بالنفى كيف دى لسه خارجة .. صرخت فيه والدته التى كانت تجلس بالدور الأرضى أمام باب شقتها قالت له "ياولدى انت خرفت .. مراتك مانزلتش و انا قاعده من بدرى".
ليال كثيرة مرت و هو يبحث عنها و لم يجدها .. حين قدم بلاغه لمأمور شرطة مركز زفتى رفض بلاغه كما صوره و طالبه بأن يكتب كلاما معقولا زوجتى اختفت فقط.
كان يعلم أن أحدا من العالم الآخر أخذها أمام عينيه لجأ لهؤلاء و كانت رحلة الوهم .. أكد له أحدهم بأن زوجته تقيم فى الشرقية و حدد له الطريق جيدا و حين ذهب وجد كل العلامات موجوده لكن البيت مهجور .. أخرج صورة زوجته و عرضها على الجيران كانت المفاجاة .. أجمع الكل على رؤيتهم لهذه السيدة تدخل و نخرج من هذا البيت المهجور و ظنوا أنها تريد شراءه .. فتح الباب و بحث عنها فلم يجدها .. لم يصدق ماكان يسمعه لكنه كان يتعلق بقشة صغيرة قد تدله على زوجته لذا فقد أعد عدته و أخذ صديقه مجدى و سافر إلى سوهاج حيث ذكر له أحد هؤلاء بأن زوجته تقيم فى شارع كذا و حدد الجيران و الطريق جيدا و تكرر ما حدث فى المرة الأولى .. المنزل مهجور لكن الجيران يؤكدون مشاهدتهم لصاحبة الصورة تدخل و تخرج من البيت .. و أكد له أحدهم أنه رآها منذ ربع ساعة بالضبط تدخل البيت بسرعة حمله صديقه للقفز من منور المنزل بحث عنها و لم يجدها - شئ ما لفت نظره منديل حريمى عليه آثار مبللة حمله و عاد أدراجه للرجل مرة أخرى و بعد عدة همهمات أطلقها الرجل أكد أن المنديل يخص زوجته.
اعتاد محمد التردد على هؤلاء حتى أفلس تماما , عامان أضاعهما فى البحث عنها و لم يجدها ولا يزال أطفاله يصرخون معه : أين ذهبت ماما ؟
بقلم أحمد نجم
نقلا عن جريدة التعويذة
بتاريخ 15/8/2005
بالإتفاق مع الجريدة
بلاغ مثير تلقاه مأمور مركز زفتى - مدير أمن الغربية - من زوج .. كان منهارا عندما دلف مذعورا إلى مكتب المأمور طالبا نجدته بالعثور على زوجته .. و دار بين الإثنين هذا الحوار المثير جدا:
حكاية غريبة بعيدة عن العقل و المنطق - ربما لغرابتها - تتناقلها الألسنة بمركز زفتى بالغربية أشياء غريبة بدت على تصرفات منى حين تقدم زوجها لخطبتها كان يراها زهرة يانعة تارة و أخرى كوجه حيوان عابس و حين تزوجها لم يكن يعاشرها إلا بصعوبة كان يشعر بمن يعاشرها و هو بجواره .. اعتادت الجلوس فى الحمام بينما هو بالخارج يسمع أصواتا كأنها تجالس رجل آخر.
ذات يوم اختفت من أمام عينية و كأن الأرض انشقت و ابتلعتها .. داخ السبع دوخات و ربما عشرة فى البحث عنها .. لجأ لهؤلاء الذين يدعوا علمهم بتلك الأشياء الغامصة .. و كانت رحلة البحث عنها أكثر غموضا حين يؤكد الجميع رؤيتهم للزوجة فى بيت ما و حين يبحث بداخله يكتشف أنه منزل مهجور ولا يقيم به أحد.
ضاق محمد بتصرفات خطيبته منى بفتور شديد تستقبله و كأنها لا تعرفه و أحيانا تبدو سعيدة لكن ماكان يقلقه تلك الصورة التى كان يرى فيها وجهها استعاذ بالله حين نظر لعينيها ذات يوم و خيل إليه أنه يرى حيوانا مخيفا ينظر له فى تحد أغمض عينيه و توهم أنه يحلم .. تذكر عندما رآها أول مرة .. كان عاملا بالأجرة لدى عمها المقاول الكبير بمدينة كفر الشيخ حين ترك أهله لإحدى قرى مركز زفتى بالغربية غاضبا من والده .. حينما كانت تأتى لعمها حاملة بين يديها صينية الطعام .. جسدها الممشوق و أنوثتها التى برزت فى صدرها جعلها مطمعا لكثير من العمال شعر بالغيرة عليها من نظرات عيونهم همس للمعلم الكبير بأن يمنع ابنة شقيقه من الحضور خوفا من نظرات الجائعين .. بات محمد سعيدا حين طلب منه أن ياتى له بالطعام من المنزل .. ولاحت له الفرصة أن يراها كل يوم .. كانت نظراتها إليه كل يوم تحرك فى قلبه أوتار الحب الذى بدأ ينمو فى داخله و عزم أن يصارحها بأن تكون لحنا جميلا لحياته!
ذات يوم دعته للدخول لحين اعداد الطعام و رفضت رغبته فى ان ينصرف على أن يعود بعد قليل جذبت يده و فتحت باب حجرة الضيافة داخلها قليلا .. كوب من عصير الليمون أثار مشاعره و غرائزه حين قدمته له مالت للأمام قليلا فبرز صدرها الناهد يبحث عمن يبدى إعجابه بها , حين جلست أمامه و سألته عن حاله .. فأجابها بطلبه : "تتجوزينى" .. صرخت لا .. اندهش كثيرا حين سمع صوتها .. كان يعرفه جيدا .. يرن فى اذنيه كنغمات حالمة. يأتيه الآن بالرفض كان أجش كأنها رجل غليظ القلب .. هب من مقعده و اراد الخروج .. استعطفته ألا يفعل فهى لا تطيق البعد عنه .. رقص قلبه فرحا و حمل الطعام الذى اعدته أمها لعمها طار به لمكان العمل القريب من المنزل .. قبل أن يتناول العم طعامه .. صارحه برغبته فى الزواج من ابنة شقيقه التى يتولى رعايتها و زوجته بعد وفاة الأب .. لم يمانع العم المقاول فى طلب محمد و تحدد موعد الخطوبة .. و الزفاف , تمتع الجميع بوجهها وجمالها حين خرجت من الكوافير كعروس اجمل ما تكون إلا هو رآها كابوسا ثقيلا على قلبه يتمثل له وجهها كوجه حيوان شديد القباحة .. فرك عينيه و اقترب منها شعر بمن يدفعه عنها .. لم يشأ أن يصرخ . بصعوبة اقترب منها وسط دفعات الأصدقاء و المعازيم ليتأبط ذراعيها .. حينها شعر بلدغات قارصة تلهب يده اليمنى لكن سرعان ما تناسى وسط بهجة و زغاريد الحاضرين.
دلف العروسان إلى شقة الزوجية التى أعدها هو .. الرهبة كانت تكسو قلبه حين ينظر لها .. مخيف وجهها كثيرا حين يقترب منها .. حين يبتعد عنها تبدو له كزهرة جميلة تبحث عمن يقطفها و يستمتع بها .. ألهبت مشاعره .. وضج بالبكاء حين فقد أعصابه و لم يشعر برجولته و هو نائم بجوارها .. كانت تبكى دون أنين و تتقلب فى فراشها و تبرز مفاتنها من قميص النوم الشفاف الذى ترتديه بينما هو بلا حراك .. ليال كثيرة مرت و هو على حاله حتى نصحه أحد الأصدقاء باللجوء لأحد العارفين بتلك الأمور.. سبعة و عشرون يوما مرت دون أن يقترب منها .. ولم يكن يزعجه إلا تلك الوساوس التى كان يشعر بأن غيره يقوم بدوره .. تحسس الفراش أكثر من مرة .. شك فى نفسه و كان كلام الرجل الذى لجأ اليه كفيلا بأن يفسر له ما يحدث أن زوجتك لها عشيق من العالم الآخر.. يقوم بدورك .. لم يستطع البكاء و الصراخ من هول الصدمة أصر على أن يطلقها لكنه حين عزم على اصدار القرار لم يستطع .. شيئا ما كان يمنعه .. طمانه الرجل بأنه بعد جلسات العلاج سيعود طبيعيا.
كانت ليلة جميلة تلك التى قضاها معها عقب عودته من جلسة العلاج .. اصبحت هى الاخرى أكثر طاعة له بعد أن رش على الفراش شيئا ما أعطاه له الشيخ .. عشرة أيام قضاها فى حضنها عوضت لديه تلك الليالى البائسة من حرمانه منها.
عاش حياته معها كل يوم بحال .. يوما يشعر انها رجل و مرة أخرى يشعر بمن يبعده عنها دون أن يدرى لذلك سببا .
حين أنجبت له زوجته ولدين و طفله كان يساوره الشك أنهما ليسا أولاده مرات قليلة تلك التى عاشرها فيها لكنه كان يطرد ذلك الخاطر من راسه كى لا يدمر عقله .. لجأ لمعالجين كثيرين طمأنوه أن الجنى لا ينجب بشرا ارتاح باله و تحمل تصرفات زوجته الغريبه و هى فى فراشها .. آهات و تنهدات كان يستيقظ من نومه و هى تطلقها كأنها تعاشر المجهول. و حين يقترب منها لا يستطيع .. جسده أثقل من أن يقوى على حمله.
ذات يوم استيقظ من نومه فلم يجدها - الساعة تجاوزت الثانية صباحا - حين هب من فراشه يبحث عنها وجدها تبكى فى الحمام و كأنها تحدث أحدا معها .. دفع الباب بقوة .. فوجدها عارية مثلما أنجبتها أمها , جذبها للخارج تحجرت. قرأ بعض آيات قصار فأخذت تهدأ شيئا فشيئا. اعتاد كثيرا ان يستيقظ من نومه فلا يجدها عرف طريقها و عرف فمه تلك الآيات التى نصحه بها من لجأ اليهم .. و خلت حافظة نقوده من الجنيهات الكثيرة التى يتقاضاها من عمله .. التردد على هؤلاء أفقده الكثير منها حتى أخرج ولديه من المدرسة وأودعهما فى ورشة ميكانيكى.
ذات يوم لم يغمض له جفن .. حين رقد بجسده النحيل جوار زوجته شعر بيد تدفعه على الأرض صرخ و ذهب يلعنها و يحاول أن يصفعها ظن أنها دفعته من جوارها .. بكت و صرخت فى وجهه .. و كشرت عن أنيابها و أطلق صرخة حين رأى وجهها مثل وجه الكبش الضخم .. لم ينم ليلتها و ظل جالسا على الكرسى بالصالة تتنامى إلى مسامعه تلك الآهات التى تطلقها ز كان البكاء هو سلوته الوحيد .. حاول .. و فشل .. يقترب منها و يسرع بالقفز جوارها و كأنه يقفز فى الخيال ....
بدأت أشعة الشمس تعلن بدء يوم جديد .. امتلات الطفاية ببقايا السجائر توضأ و صلى و أغمض عينيه ليفيق على صوت زوجته و يديها تحيطانه برفق و تطبع قبله على وجنتيه و تنصرف .. هبطت السلم .. أخبرته بذهابها لإحضار الفطور للأولاد .. شئ ما جعله يتعقبها بنظراته من بلكونة الشقة بالدور الثانى أما الباب الخارجى تلفتت يمينا و يسارا .. و ذابت فجأة فرك عينيه .. ظل يبحث عنها بعينيه فلم يجدها .. أسرع يعدو يسأل كل من يقابله زوجتى ألم تراها ؟؟!! الإجابة كانت بالنفى كيف دى لسه خارجة .. صرخت فيه والدته التى كانت تجلس بالدور الأرضى أمام باب شقتها قالت له "ياولدى انت خرفت .. مراتك مانزلتش و انا قاعده من بدرى".
ليال كثيرة مرت و هو يبحث عنها و لم يجدها .. حين قدم بلاغه لمأمور شرطة مركز زفتى رفض بلاغه كما صوره و طالبه بأن يكتب كلاما معقولا زوجتى اختفت فقط.
كان يعلم أن أحدا من العالم الآخر أخذها أمام عينيه لجأ لهؤلاء و كانت رحلة الوهم .. أكد له أحدهم بأن زوجته تقيم فى الشرقية و حدد له الطريق جيدا و حين ذهب وجد كل العلامات موجوده لكن البيت مهجور .. أخرج صورة زوجته و عرضها على الجيران كانت المفاجاة .. أجمع الكل على رؤيتهم لهذه السيدة تدخل و نخرج من هذا البيت المهجور و ظنوا أنها تريد شراءه .. فتح الباب و بحث عنها فلم يجدها .. لم يصدق ماكان يسمعه لكنه كان يتعلق بقشة صغيرة قد تدله على زوجته لذا فقد أعد عدته و أخذ صديقه مجدى و سافر إلى سوهاج حيث ذكر له أحد هؤلاء بأن زوجته تقيم فى شارع كذا و حدد الجيران و الطريق جيدا و تكرر ما حدث فى المرة الأولى .. المنزل مهجور لكن الجيران يؤكدون مشاهدتهم لصاحبة الصورة تدخل و تخرج من البيت .. و أكد له أحدهم أنه رآها منذ ربع ساعة بالضبط تدخل البيت بسرعة حمله صديقه للقفز من منور المنزل بحث عنها و لم يجدها - شئ ما لفت نظره منديل حريمى عليه آثار مبللة حمله و عاد أدراجه للرجل مرة أخرى و بعد عدة همهمات أطلقها الرجل أكد أن المنديل يخص زوجته.
اعتاد محمد التردد على هؤلاء حتى أفلس تماما , عامان أضاعهما فى البحث عنها و لم يجدها ولا يزال أطفاله يصرخون معه : أين ذهبت ماما ؟
بقلم أحمد نجم
نقلا عن جريدة التعويذة
بتاريخ 15/8/2005
بالإتفاق مع الجريدة