القاهرة تنفي إطلاق السياح الأجانب المخطوفين |
السياح الـ11 اختطفوا مع ثمانية مصريين أثناء رحلة جنوبي غربي البلاد (الفرنسية) |
نفت
الحكومة المصرية إطلاق سراح السياح الأجانب الأحد عشر الذين خطفوا مع
ثمانية مصريين جنوبي غربي مصر، وأكدت أن الاتصالات لا تزال جارية من أجل
إنهاء الأزمة.
وقال المتحدث باسم الحكومة مجدي راضي لرويترز إن "من
السابق لأوانه القول بأنه تم الإفراج عنهم، المفاوضات مستمرة"، مشيرا إلى
محادثات غير مباشرة تقوم بها السلطات المصرية والسودانية مع الخاطفين عن
طريق شركة السياحة.
وكان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط قال في وقت سابق قبيل
لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس على هامش اجتماعات الجمعية
العامة للأمم المتحدة، إنه تم الإفراج عن الرهائن سالمين، ووصف الخاطفين
بأنهم مجموعة من رجال العصابات.
وفي وقت لاحق نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية
المصرية حسام زكي لوكالة أنباء الشرق الأوسط التصريحات "التي نسبت" إلى
أبو الغيط، معتبرا أنها "لم تكن دقيقة" إذ إن الوزير تحدث عن "تقارير غير
مؤكدة".
وأضاف زكي الموجود حاليا في نيويورك أن "المعلومات الواردة من مصر تفيد بأن الموقف لا يزال على ما هو عليه".
وكانت وزارة السياحة المصرية أعلنت بعد ظهر الاثنين أن
مسلحين اختطفوا الجمعة 11 سائحا أوروبيا وثمانية مصريين في منطقة كرك طلح
الصحراوية جنوبي غربي مصر على بعد عشرة كيلومترات من الحدود المصرية
السودانية.
مفاوضات متواصلة
وفيما يتعلق
بمفاوضات تحريرهم، قالت مصادر حكومية إن اجتماعا يضم كبار قادة الأجهزة
الأمنية المصرية عقد لبحث كيفية معالجة الأزمة الأولى من نوعها التي يتم
فيها خطف سياح أجانب في مصر.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية نقلت عن مصدر
مسؤول أن الجهود والمساعي المصرية مستمرة لإطلاق سراح السياح. كما وصف
المصدر حادث الاختطاف بأنه عمل "جنائي بحت", ونفى وجود أي شبهة سياسية أو
إرهابية.
ومن جهتها أوضحت الجهات الأمنية أن السياح خُطفوا بعد أن
بدؤوا يوم 16 سبتمبر/أيلول الجاري رحلة في الصحراء عند المثلث الحدودي بين
مصر وليبيا والسودان.
وذكر مصدر أمني لم تسمه الوكالة الفرنسية أن
أحد السياح الإيطاليين المختطفين تمكن من الاتصال بزوجته عبر الهاتف
وأبلغها بأنه تم اختطافهم من قبل خمسة ملثمين يتكلمون اللغة الإنجليزية
بلكنة يرجح أنها أفريقية.
نفي سوداني
وفي الأثناء نفت
حركتان متمردتان في دارفور أي صلة لهما بعملية الخطف, وأدانت حركة العدل
والمساواة عملية الاختطاف, بينما أكد فصيل رئيسي في حركة تحرير السودان أن
الحركة غير متورطة في عملية الخطف التي وصفها بأنها عمل إجرامي.
يذكر أن سياحة "المغامرة" تنشط بشكل ملحوظ في هذه
المنطقة الصحراوية الواقعة على بعد نحو ألف كيلومتر من القاهرة وعلى بعد
خمسمائة كيلومتر من أقرب مكان مأهول.
وتقع كرك طلح قرب منطقة الجلف الكبير المعروفة
بمناظرها الطبيعية الخلابة، وتستغرق الرحلة إليها بالسيارة انطلاقا من
القاهرة أسبوعا، ويحتاج السياح إلى أسبوعين لتفقد المنطقة، وتنتهي رحلتهم
عادة في واحة سيوة في غرب مصر بالقرب من الحدود الليبية.
لكن من الممكن الوصول إلى هذه المنطقة من السودان عبر
طرق وعرة يسلكها المهربون مستخدمين الجمال، وهي ليست بعيدة عن ولاية شمال
دارفور التي تشهد نزاعا مسلحا بين الحكومة السودانية والمتمردين منذ العام
2003.