التعريف بعلم الاجتماع الدينى
اولا النشاة البحثية
ان
دراسة علم الاجتماع للدين جزء لا يتجزء من الجهود البحثية العديدة لفهم
الظاهرة الدينية وما يحيط بها من خصوصيات وملابسات ولعل الدراسة الفلسفية
والاهوتية هى اول الدراسات التى تصدت بشكل علمى لها وادت الى ردود فعل
متناقضة ما بين الاتفاق التام او الصد والتشنج والوصم بالزندقة
ورغم
هذافقد ظل الدين تجسيد لاعلى واسمى الطموحات الانسانية فالقيم الدينية
ليست قيما مطلقة فحسب بل هى قيما انسانية تهدف الى السمو بمكانة الافراد
والجماعات حتى وان وصف احيانا بانة مؤشر سلبيا لتقدم المجتماعات وتطورها
خاصة عندما يكون عاملا مشجعا للتعصب وعدم التسامح وتفشى الجهل والخرافة
لذلك يرى العديدون اننا لا يمكن ان نفصل مسالة الدين عن المجتمع او اهمال
دوره الهام فى تغيرة
فالدين كنقطة محورية فى فكر المؤسسين لهذا العلم رغم ان كلاهما قد اصطدم كثيرا
فالدين يشكل جانبا من البناء الاجتماعى للواقع ويعتبر نسقا مرجعيا يلجا له
الفاعلون الاجتماعيون بتلقائية لذلك يشكل انتقاد الدين جزء لا يتجزا من
التجربة الاجتماعية التلقائية حيث تكون الواقع السيوسيولوجية ملتصقة فى
الوقت نفسة يعتبر الدين تصورا فكريا واطارا مرجعيا لتفسير العالم
الاجتماعى ولكيفية تقبلة والذى لا يمكن تصور استقلالية لهذا العالم الا فى
حدود الشكل المقدس الذى يمنحة الاله له وهذة من اكثر النقاط عدم الحيادية
فى النظرة للظاهرة الدينية
لذلك ينصح العلماء الباحث السوسيولوجى ان يعامل الوقائع الدينية كما يعامل
بقية الوقائع الاجتماعية الاخرى فليحاول بناء هذه الوقائع وتصنيفها
ومقارنتها ومعالجتها بمفهزمى العلاقات والصراعات لان الفهم السوسيولوجى
للدين يقترض ان الدين ينصهر كليه بدلالالته ووظائفة الاجتماعية والسياسية
والثقافية والرمزية فى مجتمع ما ويفترض ثانية ان اظهار هذة الدلالات وهذة
الوظائف يكون مطابقا للمعرفة العلمية التى تتغير يوما بعد يوم
ورغم اننا كباحثين اجتماعين لا نستطيع تفكيك الدين لعناصرة الاولى ,حتى
نستطيع تقديم تأويل علمى اجتماعى له ,وربما هذا مرجع لاسباب عديدة اهمها
1_عدم استقلالية العلم الاجتماعى نفسة عن الحقل السياسى والدينى ,والارث
الفلسفى للتفكير العقلانى فى الاديان ,والذى اسهم فى طرح فكرة تراجع
الاديان عن ساحة الفعل الانسانى فى العالم الحديث وغيرها من الاسباب
الاخرى
عموما من الملاحظ ارتباط الفكر الدينى باشكال عديدة من العلوم وهذا
قد شعب الاهتمامات البحثية به وغيب كثيرا من معالم نشأته كعلم ينتمى لاحد
اهتمامات علم الاجتماع
لذا نعتقد ان هناك نقطة فكرية هامة يمكن اعتارها نقطة الانطلاق الاساسية
فى النظر للدين كظاهرة علمية ,وهى محاولات تحديد (مفهوم الدين )وهى تنحصر
بين ثلاث تحديدات:1)
1)التحديدات المتعلقة بجوهر الدين
2)التحديدات المتعلقة بوظيفة الدين
3)التحديدات المتعلقة برموز الدين
منقول